السرطان هو مرض يحدث نتيجة تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية تتكاثر وتنتشر بشكل غير منضبط، وتتجاهل التعليمات الجينية التي تتحكم في نمو الخلايا الطبيعية وتوقفه. ويُعد السرطان من أكثر أسباب الوفاة شيوعًا عالميًا، إلا أن الكشف المبكر واستخدام العلاجات المبتكرة يسهمان في تحسين فرص العلاج والبقاء على قيد الحياة.

تمتاز معظم أنواع السرطان بأربع مراحل أساسية، تحدد حسب حجم الورم وموقعه ومدى انتشاره. المراحل من الأولى إلى الثالثة تصف السرطان الذي ينمو في الأنسجة المحيطة أو ينتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة، بينما المرحلة الرابعة أو ما يُعرف بالسرطان النقيلي تشير إلى انتشار الخلايا السرطانية إلى مناطق بعيدة من الجسم عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي.

تختلف أعراض السرطان من شخص لآخر حسب نوع السرطان ودرجة تقدمه. وتشمل الأعراض العامة التعب المستمر، الحمى الليلية، فقدان الشهية، التعرق الليلي، الألم المستمر، تغيرات الجلد، فقدان الوزن غير المبرر، وظهور كتل أو نتوءات جديدة. كما يمكن أن تظهر أعراض خاصة بالأعضاء المصابة، مثل وجود دم في البول أو البراز، سعال الدم، أو تغيرات في الشامات الجلدية. ومع ذلك، فإن وجود هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بالسرطان.

السرطان مرض جيني يحدث عندما تطرأ طفرة على الجينات المسؤولة عن نشاط الخلايا، مما يؤدي إلى تكوين خلايا غير طبيعية تنقسم بشكل غير منضبط، وتؤدي إلى تشكل أورام قد تنتقل منها الخلايا السرطانية إلى مناطق أخرى من الجسم. على سبيل المثال، قد ينتشر سرطان الثدي إلى الرئتين، مما يؤثر على التنفس، أو ينتج سرطان الدم خلايا دم شاذة تتنافس مع الخلايا السليمة.

تشير الدراسات إلى أن الطفرات الجينية الموروثة مسؤولة عن حوالي 5% إلى 10% من حالات السرطان، بينما يحدث معظم السرطان بسبب طفرات مكتسبة على مدار الحياة نتيجة تعرض الخلايا لعوامل بيئية أو أخطاء جينية طبيعية.

فهم المرض، التعرف على أعراضه، والالتزام بالفحوص الدورية يمكن أن يساهم بشكل كبير في الوقاية والكشف المبكر، مما يعزز فرص العلاج الناجح ويحد من المضاعفات الخطيرة.