محكمة دمنهور تبدأ محاكمة المتهم بهتك عرض "ياسين" وسط مطالبات بالعدالة

في أولى جلسات محاكمة المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين داخل مدرسة خاصة بدمنهور، سادت أجواء من الغضب الشعبي والتعاطف الإنساني، وسط مطالبات بالعدالة القصوى ومحاسبة الجاني، في واحدة من أبرز قضايا الرأي العام المصري مؤخرًا.

الطفل ياسين داخل قاعة المحكمة مرتديًا زي سبايدر مان وسط دعم شعبي واسع خلال أولى جلسات محاكمة المتهم بالاعتداء عليه.

تاريخ النشر: 2025-04-30 14:41:21 تاريخ التحديث: 2025-04-30 14:41:21

قضية تهز الرأي العام.. و"ياسين" يتصدر المشهد الإنساني وسط تأثر شعبي ورسمي


شهدت قاعة محكمة جنايات دمنهور، المنعقدة مؤقتًا في محكمة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، صباح اليوم، أولى جلسات محاكمة المتهم في واقعة الاعتداء الصادمة على الطفل "ياسين"، أحد تلاميذ مدرسة الكرمة الخاصة بمدينة دمنهور، في قضية باتت حديث الرأي العام المصري خلال الأيام الماضية.


حضور مكثف ودعم شعبي واسع


مع بدء الجلسة، احتشد العشرات من المواطنين والنشطاء أمام مقر المحكمة، للتعبير عن تضامنهم الكامل مع أسرة الطفل، مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم ورد اعتبار الطفل وأسرته، فيما رفع البعض لافتات كُتب عليها:
"أطفالنا أمانة.. حق ياسين مش هيضيع"، و"العدالة للبراءة".


قال أحد الأهالي:


"اللي حصل مش بس جريمة، ده كسر أمان الطفل اللي المفروض المدرسة تحافظ عليه. إحنا جينا علشان ندعم ياسين ونقول لأي معتدي: مفيش تهاون لما يتعلق الأمر بأولادنا."


الطفل ياسين يحضر الجلسة بزي "سبايدر مان" وسط دموع أسرته


في مشهد مؤثر، وصل الطفل المجني عليه إلى قاعة المحكمة بصحبة أسرته، مرتديًا زي شخصية "سبايدر مان"، التي يحبها، في محاولة رمزية ربما تمنحه بعض القوة النفسية.
بدت علامات القلق والتأثر على وجه الطفل، فيما ظهرت والدته في حالة انكسار واضحة، ورفضت الإدلاء بأي تصريحات، مكتفية بقولها لأحد المراسلين:


"أنا مش هتنازل عن حق ابني.. واللي حصل له مش هينساه طول عمره."


إحدى صديقات الأسرة ناشدت الحاضرين والإعلاميين:


"بلاش تصوير.. ياسين حالته النفسية سيئة جدًا، وأمه مش هتسامح لو صوروه. كل اللي بنطلبه دعواتكم وتحقيق العدالة."


هوية المتهم وتفاصيل القضية


المتهم في القضية يُدعى "صبري. ك. ج. ا"، يبلغ من العمر 79 عامًا، ويعمل مراقبًا ماليًا بإحدى المؤسسات الدينية في محافظة البحيرة.
تعود تفاصيل القضية إلى أواخر عام 2024، حين تلقت الجهات الأمنية بلاغًا من ولي أمر الطفل، يتهم فيه أحد العاملين داخل المدرسة بالاعتداء الجنسي على نجله.
وبعد تحقيقات موسعة أجرتها النيابة العامة، وبتقارير طبية ونفسية موثقة، تمت إحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة "هتك عرض طفل بغير قوة أو تهديد"، في القضية رقم 33773 لسنة 2024 جنايات مركز دمنهور، والمقيدة برقم كلي 1946 لسنة 2024.


موقف المحكمة والإجراءات القانونية


ترأس الجلسة المستشار شريف كامل عدلي، وعضوية المستشارين أحمد حسونة عزب، أدهم محمد سعيد، ومحمد سعيد عبد الحميد، حيث تم الاستماع إلى المرافعات الأولية، وسط تواجد أمني مكثف.


وقررت هيئة المحكمة تأجيل نظر القضية لاستكمال سماع الشهود وطلبات الدفاع والنيابة، مع التشديد على الحفاظ على سرية بيانات الطفل وحمايته نفسيًا وإعلاميًا.


دعوات مجتمعية لتشديد العقوبات وحماية الأطفال


أثارت هذه القضية عاصفة من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر اسم الطفل "ياسين" قوائم البحث، وسط تعاطف واسع ومطالبات بإعادة النظر في منظومة الأمان داخل المؤسسات التعليمية، ومحاسبة أي جهة يثبت تقصيرها أو تسترها على مثل هذه الجرائم.


من جهته، دعا أحد المحامين الحقوقيين إلى تخصيص نيابات مستقلة لقضايا العنف ضد الأطفال، مؤكدًا:


"كل تأخير في مثل هذه القضايا يفاقم الأزمة النفسية للمجني عليهم، ويمنح الجناة فرصة للهروب من العقاب."


ختامًا: قضية ياسين تمثل صرخة مجتمع


قضية تلميذ دمنهور ليست مجرد محاكمة، بل مرآة تعكس حجم التحديات التي تواجه الأطفال داخل المؤسسات التعليمية.
هي صرخة لضرورة التحرك السريع من أجل بناء بيئة آمنة لأطفالنا، بيئة تحفظ كرامتهم، تحمي أجسادهم، وتصون طفولتهم من أي خطر.